بعدَ ان انقطعتُ عن الكتابة فترةً من الزمن تقارب السنة، كنتُ أجدها فكرةً مرعبة أن أعود للكتابة!
أعلم أنه من الغريب أن تبدو فكرةً مرعبة ،ولكنها كانت كذلك بالنسبة لي . خوفي من أن تخونني يداي فلا أقوى الكتابة ، أو يضعف عقلي فلا يستجمع بنات أفكاره ، أو تضعف لغتي فلا تبدو بالشكل الذي يليق . كنتُ قد عزمت على شراء المدونة، وكلما قاربت على القيام باجراءات الشراء تسارع نبضي ، وكأنني سأقابل شخصًا قد غبتُ عنه، أو بالأحرى انقطعت عنه بلا مبرّر ، أجهز في رأسي التبريرات والاعتذارات ، أشعر بأنه سيلطمني على خدي في بداية اللقاء ثم بعد ذلك يحتويني لأبكي وأجهش من شدة البكاء . كنتُ على وشكِ الدخول في مرحلة صعبة أحتاجُ فيها إلى مايقويّني ، إلى مايعيد إليّ ثقتي بنفسي وثقتي بأن الحياة تتسعُ لكل هذه الأعباء ، إلى تفريغ كتلة الأحاديث التي يضجّ بها عقلي ، ولا يستوعبها أحد ، تلك الأحاديث التي لا يجدي معها سوى الكتابة ، فالكتابة وحدها من تهذبها ترتب الفوضى التي تحدثها ، تضعُ كل شيء في مكانه الصحيح ، تجعلني استرخي بعد كل نص أكتبه وأتنهدُ براحةٍ ورضًا ، ثم أشرع في الحياة وكأنني أدعوها لتريني المزيد ، فأنا قد أصبحت جاهزة لكل ماهو قادم . الآن وقد عادت أصابعي تلامس الحروف ، وعاد عقلي ينضح بأفكاره خارجًا ، وأصبح هناك من يقرأ ، أستطيع القول بأنني بدأتُ أشعرُ بالحياة بدأتُ أستمع لصوتِ الأشياء من حولي . اللهم عودًا حميدًا ، واجعل ما اكتبه شاهدًا لي لا عليّ ، واهدني وسدّدني .